الصفحة الرئيسية

بحول الله وقوته، وبفضله وعونه، نطلق اليوم الموقع الرسمي لجمعية التراث النوبي، تتويجاً لجهود كل من بذلوا الجهد والمال في سبيل الحفاظ على التراث النوبي وثقافته، كجزء أصيل من النسيج الثقافي المصري.

تعاقبت هذه الجهود عبر الأجيال حتى توجت بإدراج الجمعية في اليونسكو، حيث أصبحت عضواً فاعلاً في منتدى المنظمات غير الحكومية باليونسكو في عام 2020، وشاركت في مختلف لجان المنظمة، مما فتح المجال أمام الجمعية للتواصل مع العالم وتبادل مكونات التراث الثقافي.

بإطلاق هذا الموقع، ندعو كافة المهتمين بالتراث غير المادي للتواصل مع مسؤولي الجمعية لتبادل الآراء والمشورة حول التراث ومكوناته، بما يعزز الحفاظ على ثقافتنا النوبية الغنية.

وبالله التوفيق.


رئيس مجلس إدارة جمعية التراث النوبي
د. مصطفى عبد القادر

تاريخ الجمعية

    تأسست الجمعية عام 1980وأشهرت تحت رقم 2800/1980  بوزارة الشئون الإجتماعية (وزارة التضامن) ومقرها الحالي 15ش عبدالعزيز جاويش – باب اللوق –القاهرة ، وكان المرحوم محمود الشوربجي أول رئيس للجمعية عند تأسيسها, والرئيس الحالي د. مصطفى عبد القادر.

نظراً لأن المجتمعات التي تسكن في المناطق الحدودية تتمتع بخصوصية شديدة وثراء كبير فيما يخص تراثها الشعبي الذي نتج عن حضارات هامة كانت تتواجد في تلك المناطق فيما مضى، فكان لا بد من توثيقها  بصفتها أحد الروافد الثقافية الهامة للوطن، والمجتمع النوبي يمتلك حضارة قديمة تتميز بسمات عديدة أثرت فيه وشكلته حتى أصبح مجتمعاً يمتلك موروثاً حضارياً هاماً أفرزته بيئته الغنية بخيراتها، ومن هنا تنبع أهمية توثيق وجمع هذا التراث الذي يؤكد على قيمة وهوية التراث المصري ومدى تنوعه. تبنت الجمعية عدد من النشاطات التراثية مثل الجمع الميداني للتراث النوبي والنشر المعرفي له من خلال عقد ندوات شهرية اهتمت بالتعريف بالتراث والادب الشعبي، ثم امتد نشاط الجمعية بعد ذلك الى التعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، ثم توج ذلك بانضمام جمعية التراث النوبي عام 2020م الى اللجنة الاستشارية الخاصة باتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو (https://ich.unesco.org/en/accredited-ngos) .

رؤساء جمعية التراث النوبي :

 

محمود الشوربجي (1980 - 1990):
مؤسس جمعية التراث النوبي

محمود الشوربجي (1980 – 1990):

أديب وسيناريست مصري، وأحد أبرز المبدعين النوبيين الذين تركوا بصمة مميزة في الأدب والفن. وُلد في قرية الجنينة و الشباك بالنوبة، وتخرج في كلية التجارة وعمل محاسبًا بإحدى شركات السكر، لكنه برع في الأدب وكتابة السيناريو، ما جعله واحدًا من أهم كُتاب السيناريو في مصر والعالم العربي. بدأ الشوربجي رحلته الأدبية في الأربعينيات بكتابة القصص القصيرة ونشرها في صحف مثل البلاغ والدستور، وصدر له أول مجموعة قصصية عام 1948. عُرف بقدرته على تحويل الأعمال الأدبية إلى دراما إذاعية وتلفزيونية مميزة، مثل مسلسل الشمندورة، الذي وثّق الهجرة النوبية أثناء بناء خزان أسوان والسد العالي. كما قدم أعمالًا أدبية أخرى، منها حكاية شفيقة ومتولي وأحلام في الظهيرة والعنكبوت. أسهم الشوربجي في حفظ التراث النوبي من خلال تأسيس جمعية التراث والثقافة النوبية بالقاهرة، وشغل منصب أول رئيس لها. كما أسهم في إنشاء أول فرقة استعراضية لفنون النوبة بالتعاون مع حسن بابا ومحمد سيدي بابا. ترك إرثًا ثقافيًا غنيًا، سواء من خلال أعماله الدرامية التي جذبت جمهورًا واسعًا، أو من خلال جهوده في توثيق التراث الشعبي والموسيقى النوبية بالتعاون مع شخصيات بارزة مثل الدكتور فكري حسن سليم.

 

محي الدين شريف (1990 - 1996):

محي الدين شريف (1990 – 1996):

فنان وشاعر وأديب مصري، وأحد أبرز رموز الإبداع النوبي. وُلد في قرية أبو سمبل بالنوبة القديمة، وتخرج في القاهرة بعد دراسة العلاقات العامة والتخطيط الإعلامي، حيث عمل مديرًا للعلاقات العامة بالشركة الشرقية للدخان. كان شريف موسوعة فنية شاملة، إذ أبدع في الشعر والرسم والكتابة والنقد الفني، وأسهم في حفظ التراث النوبي وتعريف العالم به. بدأ مسيرته بالعمل ناقدًا فنيًا ومحررًا في المجلات النوبية والسودانية، كما قدم للإذاعة المصرية نصوصًا وتمثيليات، أبرزها “دهب ودهيبة” التي ألهمت مسلسل الكارتون الشهير “بكار”. ألّف العديد من الكتب مثل “النوبة حكايات وذكريات” و*”النوبة طيور مهاجرة. في مجال الموسيقى، كتب أغنيات باللغة النوبية والمصرية أداها فنانون بارزون مثل حمزة علاء الدين وأحمد منيب. أما في الرسم، فقد شارك بأعماله الفنية في معارض كبرى، معبرًا عن جمال النوبة وحنينها. شغل مناصب بارزة في الجمعيات النوبية، وأسهم في تأسيس جمعية الحفاظ على التراث النوبي. وكان رئيسها الثاني. ترك محيي الدين شريف إرثًا ثقافيًا وأدبيًا خالدًا، يجسد حبه للنوبة وشغفه بنقل ثقافتها للأجيال القادمة.

 

مختار خليل كبارة (1996 - 1997):

مختار خليل كبارة (1996 – 1997):

أديب وباحث مصري ورائد في إحياء اللغة النوبية. وُلد في قرية أبو سمبل بالنوبة القديمة، حيث عاش طفولته متأثرًا بمأساة التهجير، وتربى على حب اللغة النوبية بفضل والدته التي كانت حريصة على تعليمها له ولإخوته. تلقى تعليمه الأولي في مدارس النوبة، ثم انتقل إلى القاهرة لدراسة الآثار بجامعة القاهرة، حيث حصل على ليسانس الآثار عام 1974. أكمل دراساته العليا في كلية الآداب، ثم حصل على الدكتوراه في علم المصريات من جامعة بون بألمانيا عام 1985. كانت أهم إنجازاته إعادة إحياء الأبجدية النوبية القديمة، التي كان آخر عهد باستخدامها في القرن السادس عشر. ألف كتاب “اللغة النوبية: كيف نكتبها”, حيث وضع قواعد للغة النوبية وأحرفها، مما مكّن النوبيين من توثيق لغتهم وتراثهم الثقافي. عمل على جمع المخطوطات النوبية القديمة وأبحاثها، وفي عام 1997 سلم كل ما جمعه إلى مركز الدراسات النوبية والتوثيق. توفي مختار كبارة في أبريل 1997، بعد يوم واحد من تسليمه للمخطوطات، تاركًا إرثًا ثقافيًا ثمينًا يُعد حجر الزاوية في الحفاظ على اللغة النوبية، ومحققًا حلمه بأن تكون للنوبة لغتها الخاصة الموثقة.

 

محمد سليمان أحمد "جدوكاب :(2017-1997)

محمد سليمان أحمد “جدوكاب :(2017-1997)

وُلد في قرية أدندان وتوفي في القاهرة. انتقل إلى القاهرة وهو دون الحادية عشر من عمره بعد وفاة والده ليعيل أسرته، والتحق بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية في إمبابة، حيث تفوق في دراسته. بدأ جدوكاب مسيرته المهنية بالعمل في المستشفى اليوناني بالعباسية عام 1944، وكانت هذه المرحلة الأولى من التحول في حياته، حيث تعلم اللغة اليونانية بجهد شخصي، ثم أتقن الفرنسية في الجامعة الشعبية بمهارة فائقة. في المرحلة الثانية من حياته، انتقل للعمل في البنك الشرقي، وكانت إجادته للغة الفرنسية لها أثر كبير في مسيرته المهنية، ما ساهم في انتقاله للعمل في البنك اللبناني. واصل جدوكاب دراسته المسائية رغم ضغوط العمل، حتى حصل على شهادة الثانوية العامة. انتسب جدوكاب إلى كلية الحقوق لمدة عام، لكنه لم يجد نفسه في دراسة القانون، فانتقل إلى كلية التجارة وحصل على البكالوريوس وانضم إلى بنك مصر، حيث استمر في العمل لفترة طويلة. بعد تقاعده، تفرغ للعمل الثقافي وخدمة النوبة من خلال لجنة نشاط الخريجين في النادي النوبي العام وجمعية أدندان الخيرية. بدأ جدوكاب في كتابة الشعر النوبي واهتم بالثقافة والتراث النوبي. انضم إلى أسرة جمعية التراث النوبي بالقاهرة، حيث تولى جميع المهام الإدارية المتعلقة بها، ثم شغل منصب رئيس مجلس الإدارة في عام 1997. تواصل جدوكاب مع مركز الدراسات النوبية والتوثيق، وبذل جهدًا كبيرًا في إخراج كتاب “تعلم اللغة النوبية”، وشارك في تدريس اللغة في مجموعات إعداد المعلمين بمركز الدراسات، وكذلك في جمعية أرمنا وفي النادي النوبي العام بالإسكندرية. كان جدوكاب يجيد العربية والفرنسية واليونانية إجادة تامة في التحدث والقراءة والكتابة بجانب لغته الأم النوبية. كتب جدوكاب العديد من القصائد النوبية التي أسهمت في الحفاظ على التراث الثقافي النوبي وتعريف الأجيال القادمة به. وكان الرئيس الرابع لجمعية التراث النوبي.

 

مصطفى عبد القادر (2017- الرئيس الحالي(:

مصطفى عبد القادر (2017- الرئيس الحالي(:

الدكتور مصطفى محمد عبد القادر صالح، الشاعر النوبي الكبير من قرية أدندان النوبية، هو أحد أبرز الشخصيات الثقافية والفنية التي أثرت التراث النوبي، والرئيس الحالي لجمعية التراث النوبي. حصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من جامعة القاهرة عام 1967، ودبلوم المعهد العالي للفنون الشعبية بتقدير جيد جدًا عام 2007، وماجستير في العادات والتقاليد الشعبية بتقدير جيد جدًا عام 2010 عن عادات الزواج في بلاد النوبة، ودكتوراه في فلسفة الفنون الشعبية عام 2013. اشتهر بأعماله الشعرية والفنية المميزة، من أبرزها الأغنية النوبية الشهيرة “بابور كُسُنا” التي تُعد من أروع ما كُتب في الحنين إلى أرض النوبة التي غرقت بسبب السد العالي. الأغنية من كلماته وألحانه، وأبدع في أدائها العديد من عمالقة الفن النوبي مثل ماهر عبد الغفور، البلابل، وغازي سعيد. كما قدّم عدة أعمال فنية نوبية خالدة مثل أغنيتي “أي فجورين باينا” و”اشهدوه”، التي تعكس ارتباطه العميق بالهوية النوبية وتراثها.

إلى جانب إبداعاته الشعرية والفنية، قدم الدكتور مصطفى العديد من المؤلفات والأبحاث القيمة التي تتناول التراث النوبي بمختلف جوانبه، بما في ذلك دراساته الميدانية حول العادات والتقاليد النوبية وتأثير التهجير على دورة الحياة في القرى النوبية، والتي صدرت في كتب مميزة مثل كتابه عن عادات الزواج في بلاد النوبة. كما شغل العديد من المناصب الثقافية الهامة، منها عضوية لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة، وعمله مستشارًا لتوثيق التراث النوبي بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي.

ساهم الدكتور مصطفى أيضًا في تدريس مادة العادات والتقاليد في المعهد العالي للفنون الشعبية، وشارك بفاعلية في العديد من المؤتمرات الثقافية المحلية والدولية. ترك أثرًا لا يُمحى في الثقافة النوبية، وعبّر في أشعاره وأغانيه ومؤلفاته عن حنينه العميق للوطن، مما جعله أحد رموز الإبداع النوبي وصوتًا مهمًا في توثيق وحفظ التراث.

أهداف الجمعية

  • نشر الوعي بأهمية التراث النوبي وتاريخه ومساهمته كأحد الروافد الرئيسية للثقافة المصرية.
  • تأصيل الانتماء بالوطن من خلال التأكيد على ربط السكان المحليين بجذور تراثهم وإيجاد استمرارية لهذا التراث.
  • التوعية بأهمية التراث وتجسيد إمكانياته الثقافية، وتحويل عناصره المادية وغير المادية إلى مواد اقتصادية.
  • تشجيع الأفراد والجماعات والمجتمعات المحلية والأقاليم على العناية بالتراث ليصبح مسؤولية الجميع.
  • التنمية المستدامة عن طريق تدريب الشباب المحلي على جمع وتوثيق تراثه ونشر الوعي بين المجتمع المحلي للحفاظ على تراثه.
  • تكوين أرشيف ثقافي وأدبي وتاريخي لجزء مهم من تراث مصر وذلك باستخدام وسائل النشر الاليكترونية الحديثة.
  • انشاء قاعدة بيانات تساعد على انطلاق البحث العلمي وتيسر العمل على الباحثين فى مجال التراث النوبي.
  • نشر الوعي بأهمية التراث النوبي وتاريخه ومساهمته كأحد الروافد الرئيسية للثقافة المصرية.
  • تأصيل الانتماء بالوطن من خلال التأكيد على ربط السكان المحليين بجذور تراثهم وإيجاد استمرارية لهذا التراث.
  • التوعية بأهمية التراث وتجسيد إمكانياته الثقافية، وتحويل عناصره المادية وغير المادية إلى مواد اقتصادية.
  • تشجيع الأفراد والجماعات والمجتمعات المحلية والأقاليم على العناية بالتراث ليصبح مسؤولية الجميع.
  • التنمية المستدامة عن طريق تدريب الشباب المحلي على جمع وتوثيق تراثه ونشر الوعي بين المجتمع المحلي للحفاظ على تراثه.
  • تكوين أرشيف ثقافي وأدبي وتاريخي لجزء مهم من تراث مصر وذلك باستخدام وسائل النشر الاليكترونية الحديثة.
  • انشاء قاعدة بيانات تساعد على انطلاق البحث العلمي وتيسر العمل على الباحثين فى مجال التراث النوبي.
  • تقوية الروابط، وتعزيز الخبرات العلمية وتبادل الزيارات العملية من أجل الاستفادة من جميع خبرات العمل في مجال التراث الثقافي والفولكلور
  • عقد الندوات والمؤتمرات والفعاليات الثقافية، بالإضافة إلى المشاركة في تنظيم ورش العمل المتخصصة ونشر البحوث العلمية المبتكرة، وكذلك تشجيع تكوين رؤية موحدة حول مواضيع التراث، من أجل توثيقها والحفاظ عليها للأجيال القادمة والاستفادة منها في عملية التنمية المستدامة.

أنشطة الجمعية

التوثيق

– تدريب مجموعات من الباحثين الميدانيين بمنطقة النوبة على أعمال الجمع والتوثيق

– تشكيل لجنة استشارية مكونة من عدد من المختصين والباحثين بالتعاون مكتبة الاسكندرية وذلك لتقييم المادة العلمية التي يتم جمعها ومراجعتها والموافقة عليها.

قامت الجمعية بتأهيل عدد من الباحثين وجامعي التراث الناجحين من أجل جمع وتوثيق والحفاظ على التراث المستهدف. ولهذا السبب، أنشأ المجتمع آلية مناسبة لتدريبهم وتزويدهم بالتجربة اللازمة للتعامل مع جميع أدوات الوسائط المتعددة الرقمية (التصوير الفوتوغرافي – التسجيلات الصوتية – تصوير الفيديو)، وكل ذلك يتم بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية (مركز توثيق التراث الثقافي والطبيعي).

الندوات الثقافية

تعقد الجمعية ندوات ثقافية شهريًا يدعى فيها أعضاء المجتمع النوبي إلى التواصل مع التراث النوبي من خلال محاضرات متخصصة من قبل أساتذة متخصصين من المجتمع وخارجه. تقام أنشطة أخرى بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الحكومية والخاصة من أجل تقديم التراث النوبي.

المخرجات

ساهمت جمعية التراث النوبي في نشر عدد من الكتب المتخصصة والأفلام الوثائقية حول التراث النوبي، وذلك من خلال توفير المواد العلمية والخبرة لعدد من جهات الاتصال، بالإضافة إلى الانخراط معهم في عملية التوثيق.